لا تستطيع المرأة العيش دون إقامة علاقات صداقة وود وعطف مع الآخرين ، وهي نصف المجتمع ، فهي الأم والأخت ، والزوجة ، والابنة ، لذلك لا تستطيع سفينة الحياة أن تسير دونها ، لأنها المُكمل لهذه السفينة ، وبدونها لا يستطيع الرجل أن يعيش ، سواء أكانت أماً أو أختاً أ, زوجة .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " النساء شقائق الرجال " وحالياً خرجت المرأة لتبلور دورها في الحياة ، بعدما كان محصوراً في كونها ربة بيت ، فصارت المحامية ، والمهندسة ، والإعلامية والمدربة ، والمدرسة .. إلخ ولأنها بطبيعتها الفطرية عاطفية جداً ، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم كُمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا أربع بسبب ترجيحها العاطفة على العقل في أكثر مجالات حياتها .. لذا فهي قلب العالم ، بينما الرجل عقله ، وهكذا تكتمل المعادلة الطبيعية التوافقية لبناء الأسر والمجتمعات .
وحين تشعر بأنها محبوبة يزداد تقديرها لذاتها ، ويهبط في حركة تموجية ، لكن عندما تشعر بالرضا ستصل إلى الذروة ، ولكن بعد ذلك يمكن أن يتبدل مزاجها وتتكسر موجتها ، وهذا ما يسمى بالتكسير المؤقت .
ترمومتر أحاسيس
بمجرد وصول مزاجها إلى القاع ستُبدل مزاجها فجأة ، وستشعر مرة أخرى بأنها راضية عن نفسها ، وتبدأ موجتها آلياً بالتحرك نحو الأعلى مرة أخرى , وعندما تصل الموجة إلى الأعلى تكون كمية الحب عندها وفيرة ، فتغمر من حولها بالحب والحنان والعطاء والتسامح ، وتُعطي كل ما بوسعها للآخرين ، ولكن في حالة هبوط موجتها فكأنما تدخل في بئر مظلمة ، فتبدأ بتذكر المشاعر والأحاسيس السلبية ، والمتاعب والمشكلات التي واجهتها ، وربما تتذكر مشاكل الماضي والحاضر ، وما قد يحصل منها في المستقبل . بالتالي تعمم الأشياء التي حدثت لها .في هذه اللحظات تحتاج المرأة لأن تُغمر بالحب والحنان والعطف و لمن يُنصت لها ، ويشاركها مشاعرها ويتعاطف معها .
مخزن عواطف
عندما تشعر المرأة بأن الفراغ الذي لديها قد امتلأ بالحب والحنان والعاطفة ، حتى وإن لم تُحل المشكلة تبدأ الموجة بالارتفاع ، وتشعر بتحسن وراحة . فالمرأة في طبيعتها مخزون للود والمشاعر والعواطف، وتحتاج لأن تُراعى من قبل الآخرين لا أن تُكسر .. وتحت إلحاح الضغط النفسي غالباً ما تحتاج لمن تثق به ليشاركها ويتحدث عن مشكلاتها بتفصيل دقيق ، فالمشاركة عند النساء في الحديث يُعتبر علاقة حب وثيقة وليست عبئاً ، إذ تحس المرأة بالرضا عن نفسها ، وتشعر بأن لديها من يسمعها وينصت إليها ويشاركها عبأها وأثقالها ، وهذاهو سر المرأة .. فاعط لها الحب والحنان ، حتى تملأ مخزون العواطف مجدداً .
