يريد منها زوجها تعلم طرق إمتاعه في الفراش وهي تخشى أن يظن فيها ظن السوء
السؤال:
تم العقد بيني وبين رجل سبق له الزواج , وزوجته الأولى لا تزال على ذمته , عمره 42 سنة أي يكبرني ب 16 سنة , وهو رجل شديد التدين والمحافظة وإمام مسجد وطالب علم نشيط جدا, وأنا عادية المظهر , ورغم كوني أحبه كثيراً إلا أني أفتقر إلى مهارات التواصل مع الآخرين . أحس بالإحباط الشديد خصوصاً أنني عرفت بطريقة غير مباشرة من بعض معاني كلام أسرته أنه أراد أن يعدد ليحفظ نفسه مما يتعرض له بسبب إحسان الظن به وبأخلاقه ودينه ، وهو على تدينه شديد الأدب ، يعني يراعي ذوقيات التعامل في أبسط الأشياء حتى في طريقة الكلام ومستوى الصوت ، واختيار العبارات ، وحتى في طريق العتب أو اللوم ! . وقد تبدو كل تلك الصفات صفات رائعة ، إلا إذا أضفنا إليها لب السؤال وأكثر أسباب تعاستي الحالية وهو أنه قد بقي لزفافي أسابيع قليلة فأعطاني أوراقاً مصورةً من كتب ، وصفحات مطبوعة من الإنترنت ، وكتيباً عن العلاقات الزوجية ، وألمح لي غير مرة بأدب وخجل معاً أنه يحتاج إلى زوجة تتقن - بل تتفنن - في الأساليب الزوجية , وفهمت منه أنه يكره أن يقول لزوجته افعلي كذا فتفعل ، أو قولي كذا فتقول , وإنما يحب المبادرة والجرأة ليحصل له تمام التحصين ! . ولكن كيف لي أن أقوم بذلك وأنا لم يسبق لي الزواج وهو متزوج من حوالي 20 عاماً ؟! وحتى لو قرأت وتثقفت فما أعطاني إياه من أوراق وكتيبات لا تتحدث إلا عن الحقوق والواجبات وأدبيات السلوك والتعامل لا الأمور الأخرى التي يريد ويقصد . وأمر أخير هام جدّاً وهو أنه شديد التحرج من أبسط الأشياء المسيئة للأدب حتى مما درج عند الناس وهان عندهم , فكيف سأنطلق معه بصورة تحصنه كما طلب ، وأخشى من نظرته إليَّ , فأنا أحس أنه سيشعر نحوي شعوراً غريباً حتى لو استمتع بذلك . وهل من الممكن أن تدلوني على كتب عن طريقة إمتاع الزوج أو ما شابه ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
ما ذكرتِه عن زوجك من صفات حسنة جليلة كاستقامته وتدينه وطلبه للعلم وتجنبه فتن النساء مما يُحمد له ويُشكر عليه ، وندعو الله تعالى أن يثبته على دينه وأن يزيده علماً وهدى وسداداً .
وما ذكرتِه عنه مما يرغب به من زوجته في الفراش لا عتب عليه فيه ولا حرج ، ومن حق الزوج أن يستمتع في الفراش مع زوجته ، كما أنه من حق الزوجة أن تستمتع هي الأخرى مع زوجها ، ولا شك أن هذا الاستمتاع مما يُعف به الزوجان ويمنعهما عن البحث عن الاستمتاع بالحرام كما يحصل من زنا بعض المتزوجين والمتزوجات ممن لا يجدون المتعة مع من أباحهم الله لهم .
قال الشيخ مجدي بن منصور بن سيد الشورى – وفقه الله - : " فإن قيل : إن هذا يشبه فعل الغانيات ، وهل هناك من النساء من تفعل هذا ؟ .
دائماً ما نقول : لا حرج أن تكون المرأة غانية لزوجها ، فإذا لم يجد الزوج المتعة مع أهله فأين يبحث عنها ؟ عند بائعات الهوى ؟ أم يتخذ لنفسه عشيقة تروى ظمأه وشبقه ، إن هناك كثيرا النساء ممن يفتقدن فن الجماع مما ينفر الزوج ويدفعه إلى البحث عن عشيقة أو بائعة هوى ، هل هناك حرج فى فعل المرأة كل ما يزيد فى شهوة زوجها واستمتاعه بأهله ، وقد أفضى بعضهم إلى بعض ، واطلع الرجل منها على مالا يطلع منها أبوها أو أخوها ! " انتهى من " تحفة العروسين " ( ص 214 ) .
ثانياً:
ما تظنينه – أختنا السائلة – من احتمال ظن الزوج بكِ ظنّاً سيئاً إذا أنتِ أمتعتيه في الفراش لا ينبغي أن يكون صادّاً لكِ عن تعلمه وفعله ؛ لأنه هو الذي طلب منكِ ذلك إيحاء وتلميحاً ، وهو يعني أن عليكِ أن تتعلمي ذلك بالطرق المباحة كسؤال النساء المتزوجات من قبلك أو قراءة الكتب الطبية المتخصصة في ذلك ، بما لا تحتوي محرمات كصور لرجال أو نساء في الفراش ، وهذا الباب لم يعد خافياً على النساء والرجال ، وهو متاح بالحلال والحرام ، والذي نظنه بالصالحين والصالحات ترك طرق تعلمه المحرمة والاكتفاء بالطرق المباحة ، كالسؤال والقراءة للكتب الإسلامية المحافظة على الذوق والشعور والخالية من البذاءة والصور ، كما يمكن تعلم ذلك من الزوج نفسه ، وما قلتِه عن زوجك – من تدين واستقامة – يجعلنا نستبعد ظنه السيء فيك ، بل من يفعل ذلك من الرجال فإنما هو نقص فيه لا في زوجته التي هيأت نفسها وتعلمت طرق إمتاع زوجها بالمباح من الأفعال والأقوال .
قال الشيخ مجدي بن منصور بن سيد الشورى – وفقه الله - : " فإن قيل : هناك من تشعر بالحرج من هذا أو تخاف أن يظن بها زوجها الظنون إن هي فعلت ما جاء - مثلاً - في وصية الأم السابقة لابنتها ، أو أظهرت لزوجها هذا التغنج والمتعة أثناء الجماع من تأوه ...
أقول : ولمَ الحرج ؟! وقد تقدم أن الرجل يطلع من زوجته على ما لا يطلع عليه الأب أو الأخ ، وإن ظن الزوج بها الظنون كما يقال فهذا مرجعه إلى الزوج وسوء طويته ، فالرجل يتزوج الفتاة وهو يعرف أنها لا تدري شيئاً عن أمور الجماع ، فيقوم هو بتعليمها وتدريبها على فن الجماع ليستمتع كل منهما بالآخر ، وهو لا يبحث عن متعته فقط فيحيف على حقها ، فإن ظن بها الظنون كما يقال فلضيق أفقه ونفسه الغير سوية " انتهى من " تحفة العروسين " ( ص 214 ).
وهذا الكتاب الذي نقلنا منه موضعين في جوابنا لكِ هو مما نوصيك بقراءته ؛ ففيه تفصيلات مفيدة ونافعة وفيه الإجابة عن تساؤلاتك ، وهو متوفر على الشبكة العنكبوتية .
على أن معاشرة الزوج في فراشه ، كفيلة بأن تدل المرأة العاقلة على ما يحبه ويكرهه ، وما يزيدهما ألفة في ذلك الباب .
والله نسأل أن يجمع بينك وبين زوجك على خير وأن يوفقكما لما يحب ويرضى .
وانظري – للأهمية – جوابي السؤالين ( 45597 ) و ( 103847 ) .
والله أعلم
موقع الإسلام سؤال وجواب